فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٖۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ} (34)

{ ادخلوها } بتقدير : يقال لهم : ادخلوها ، والخشية بالغيب : أن يخاف الله ولم يكن رآه . وقال الضحاك ، والسديّ : يعني : في الخلوة حيث لا يراه أحد . قال الحسن : إذا أرخى الستر وأغلق الباب ، و { بالغيب } متعلق بمحذوف هو حال ، أو صفة لمصدر { خشي } { وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } أي راجع إلى الله مخلص لطاعته ، وقيل : المنيب : المقبل على الطاعة ، وقيل : السليم { ادخلوها } هو بتقدير القول : أي يقال لهم : ادخلوها ، والجمع باعتبار معنى «من » أي ادخلوا الجنة { بِسَلامٍ } أي بسلامة من العذاب .

وقيل : بسلام من الله وملائكته ، وقيل : بسلامة من زوال النعم ، وهو متعلق بمحذوف هو حال : أي ملتبسين بسلام ، والإشارة بقوله : { ذلك } إلى زمن ذلك اليوم ، كما قال أبو البقاء ، وخبره { يَوْمُ الخلود } وسماه يوم الخلود لأنه لا انتهاء له ، بل هو دائم أبداً .

/خ35