قوله : «ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ » الجار والمجرور حال من فاعل «ادْخُلُوهَا » أي سالمين من الآفات فهي حال مقارنة{[52517]} ، أو مسلّماً عليكم فهي حال مقدرة{[52518]} كقوله : { فادخلوها خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ] . كذا قيل{[52519]} وفيه نظر ، إذ لا مانع من مقارنة وتسليم الملائكة عليهم حال الدخول بخلاف فَادْخُلُوهَا خالدينَ فإنه لا يعقل الخلود إلا بعد الدخول{[52520]} ، والضمير في «ادْخُلُوهَا » عائد إلى الجنة ، أي ادخلوا الجنة بسلامةٍ من العذاب والهموم وقيل : بسلام من الله وملائكته عليهم{[52521]} .
قوله : { ذَلِكَ يَوْمُ الخلود } قال أبو البقاء : أي ومن ذلكَ يَوْمُ الخلود{[52522]} كأنّه جعل «ذَلِكَ » إشارة إلى ما تقدم من إنعام الله عليهم بما ذكره ، وقيل «ذَلِك » مشارٌ به لما بعده من الزَّمان ، كقولك : هَذَا زَيْدٌ{[52523]} . قال الزمخشري : في قوله : { ذَلِكَ يَوْمُ الخلود } إضمار تقديره : ذَلِكَ يَوْم تَقْرِير{[52524]} الخُلُود . ويحتمل أن يقال : اليوم يُذْكَرُ ويراد به الزمان المطلق سواء كان يوماً أو ليلاً ، تقول : يَوْمَ يُولَدُ لِفُلاَن{[52525]} يكون السرورُ العظيمُ ، ولو ولد له بالليل لكان السرور حاصلاً فالمراد به الزّمان فكأنه تعالى قال : ذَلك زَمَانُ الإقامة الدَّائِمَةِ{[52526]} .
فإن قيل : المؤمن قد علم أنه إذا دخل الجنة خلد فيها فما فائدة القول ؟
الأول : أن قوله : { ذَلِكَ يَوْمُ الخلود } قول قاله الله في الدنيا ، إعلاماً وإخباراً ، وليس ذلك قولاً يقولُه عند قوله : «ادخلوها » ، فكأنه تعالى أخبر في يومنا أنَّ ذلك اليوم يومُ الخلود .
الثاني : أن اطمئنان القلب بالقول أكثر{[52527]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.