الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانٖ} (5)

قوله : { بِحُسْبَانٍ } : فيه ثلاثة أوجه ، أحدُها : أن " الشمس " مبتدأ و " بحُسْبان " خبرُها على حَذْفِ مضافٍ تقديره : جَرْيُ الشمس والقمر بحُسْبانٍ ، أي : كائن أو مستقر أو استقرَّ بحُسْبان . الثاني : أنَّ الخبرَ محذوفٌ يتعلَّق به هذا الجارُّ تقديره : يَجْريان بحسبان ، وعلى هذين القولَيْن فيجوز في الحُسْبان وجهان ، أحدهما : أنه مصدرٌ مفردٌ بمعنى الحُسْبان ، فيكونُ كالشُّكران والكُفْران . والثاني : أنه جمعُ حِساب كشِهاب وشُهْبان . / والثالث : أنَّ الحُسْبَانَ خبرُه ، والباءُ ظرفيةٌ بمعنى في ، أي : كائنان في حُسْبان ، وحُسْبان ، وحُسْبان على هذا اسمٌ مفرد ، اسمٌ للفَلَكِ المستدير ، شَبَّهه بحُسْبان الرَّحى الذي باستدارته تستدير الرحى ، قاله مجاهد .