فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَانٖ} (5)

{ الشمس والقمر بحسبان } أي يجزيان بحساب معلوم ، مقدر في بروج ومنازل ، لا يعدوانها ولا يحيدان عنها ، ويدلان بذلك على عدد الشهور والسنين ويتسق بذلك أمور الكائنات السفلية ، وتختلف الفصول والأوقات ، وقال ابن زيد وابن كيسان : يعني أن بهما تحسب الأوقات والآجال والأعمار ، ولولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب لأن الدهر يكون كله ليلا أو نهارا ، قال الضحاك : معنى بحسبان بقدر ، وقال مجاهد : بحسبان كحسبان الرحى يعني قطبهما الذي يدوران عليه قال الأخفش : ألحسبان جماعة الحساب ، مثل شهب وشهبان ، أو مصدر مفرد بمعنى الحساب كالغفران والكفران ، وأما الحسبان بالضم في سورة الكهف فهو العذاب كما مضى ، وقال ابن عباس : بحساب ومنازل يرسلان