الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلرَّحۡمَٰنُ} (1)

قوله : { الرَّحْمَنُ } فيه ثلاثةُ أوجهٍ ، أحدها : أنه خبرُ مبتدأ مضمرٍ ، أي : اللَّهُ الرحمنُ . الثاني : أنه مبتدأٌ ، وخبرُه مضمرٌ ، أي : الرحمنُ ربُّنا . وهذان الوجهان عند مَنْ يرى أنَّ " الرحمن " آيةٌ مع هذا المضمرِ معه ، فإنهم عَدُّوا " الرحمن " آيةً ولا يُتَصَوَّرُ ذلك إلاَّ بانضمامِ خبرٍ أو مُخْبَرٍ عنه إليه ، إذ الآيةُ لا بُدَّ أَنْ تكونَ مفيدةً ، وسيأتي ذلك في قولِه " مُدْهامَّتان " . الثالث أنه ليس بآيةٍ ، وأنه مع ما بعده كلامٌ واحدٌ ، وهو مبتدأٌ خبرُه " عَلَّم القرآنَ " .