الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَٱتۡلُ عَلَيۡهِمۡ نَبَأَ ٱلَّذِيٓ ءَاتَيۡنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنۡهَا فَأَتۡبَعَهُ ٱلشَّيۡطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ} (175)

قوله تعالى : { فَأَتْبَعَهُ } : الجمهورُ على " أَتْبعه " رباعياً وفيه وجهان أحدهما : أنه متعدٍّ لواحدٍ بمعنى أَدْركه ولحقه وهو مبالغةٌ في حقه ، / حيث جُعِل إماماً للشيطان . ويحتمل أن يكون متعدِّياً لاثنين لأنه منقولٌ بالهمزة مِنْ تَبع ، والمفعولُ الثاني محذوفٌ تقديره : أتبعه الشيطان خطواتِهِ ، أي : جعله تابعاً لها . ومِنْ تعدِّيه لاثنين قولُه تعالى : { وأَتْبعناهم ذرياتهم بإيمان } [ الطور : 21 ] . وقرأ الحسن وطلحة بخلافٍ عنه " فاتَّبعه " بتشديد التاء . وهل تبعه واتَّبعه بمعنى أو بينهما فرق ؟ قيل بكلٍ منهما/ وأبدى بعضهم الفرق بأنَّ تَبِعه مشى في أثره ، واتَّبعه إذا وازاه في المشي . وقيل : اتَّبعه بمعنى استتبعه .

والانسلاخ : التعرِّي من الشيء ، ومنه : انسلاخ جلد الحية . وليس في الآية قَلْبٌ ؛ إذ لا ضرورة تدعو إليه وإن زعمه بعضهم ، وأن أصلَه : فانسلختْ منه .