قوله تعالى : { لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ } : قد تقدَّم الخلافُ فيه في آل عمران . وقوله : " ويَجْعل " : يحتمل أن تكون تصييريةً فتنصبَ مفعولين ، وأن تكونَ بمعنى الإِلقاء فتتعدَّى لواحد ، وعلى كلا التقديرين ف " بعضه " بدلُ بعضٍ من كل ، وعلى القول الأول يكون " على بعض " في موضع المفعول الثاني ، وعلى الثاني يكون متعلقاً بنفس الجَعْل نحو قولك : " ألقيْتَ متاعك بعضَه على بعض " . وقال أبو البقاء بعد أن حكم عليها بأنها تتعدَّى لواحد : " وقيل : الجار والمجرور حالٌ تقديرُه : ويجعل الخبيث بعضه عالياً على بعض " .
واللام في " ليميز " متعلقة بيُحْشَرون . ويقال : مَيَّزته فتميَّزَ ، ومِزْتُه فانماز . وقرئ شاذاً
{ وَانمَازُواْ الْيَوْمَ } [ يس : 59 ] ، وأنشد أبو زيد :
لمَّا نبا اللهُ عني شرَّ غَدْرتِه *** وانْمِزْتُ لا مُنْسِئاً غَدْراً ولا وَجِلا
وقد تقدَّم الفرق بين هذه الألفاظ في آل عمران .
قوله : { فَيَرْكُمَهُ } نسقٌ على المنصوب قبله . والرَّكْمُ : جَمْعُك الشيءَ فوق الشيء حتى يَصير رُكاماً ومَرْكوماً ، كما يُركم الرمل والسحاب ، ومنه
{ يَقُولُواْ سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } [ الطور : 44 ] . والمُرْتَكم : جادَّة الطريق للرَّكْم الذي فيه ، أي : ازدحام السَّابلة وآثارهم . و " جميعاً " حال . ويجوز أن يكونَ توكيداً عند بعضهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.