غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (37)

31

ثم بين الغاية والغرض فيما يفعل بهم من الغلبة ثم الحشر إلى جهنم فقال { ليميز الله الخبيث } أي الفريق الخبيث من الكفار { من } الفريق { الطيب } وهم المؤمنون { ويجعل } الفريق { الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً } عبارة عن الجمع والضم وفرط الازدحام . يقال : ركم الشيء يركمه إذا جمعه وألقى بعضه على بعض { أولئك } الفريق الخبيث { هم الخاسرون } وقيل : الخبيث والطيب صفة المال أي ليميز المال الخبيث الذي أنفقه المشركون في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من المال الطيب الذي أنفقه المهاجرون والأنصار في نصرته فيركمه فيضم تلك الأموال الخبيثة بعضها على بعض فيلقيه في جهنم ويعذبهم بها كقوله { فتكوى بها جباههم وجنوبهم } [ التوبة : 35 ] وعلى هذا فاللام في قوله { ليميز الله } يتعلق بقوله { ثم تكون عليهم حسرة } قاله في الكشاف . ولا يبعد عندي أن يتعلق ب { يحشرون } و { أولئك } إشارة إلى الذين كفروا .

/خ40