جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ} (37)

{ ليميز الله الخبيث من الطيب } : الشقي من السعيد ، أو الإنفاق الخبيث في سبيل الشيطان من الإنفاق الطيب في سبيل الله تعالى ، واللام متعلق بيحشرون ، وهذا التمييز في الآخرة أو الدنيا وحينئذ متعلق اللام مقدر أي : يسر الله للكافرين إنفاق أموالهم في محاربتكم ، لميز الخبيث من الطيب ، أي : من يطعه بقتال أعداء الله ممن يعصيه بالنكول عن كما قال تعالى " وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه " [ آل عمران :109 ] ، وقال تعالى " وما أصابكم يوم التقى الجمعان " [ آل عمران : 166 ] { ويجعل الخبث } أي : الفريق الخبث { بعضه على بعض فيركمه جميعا } : عبارة عن الضم والجمع حتى يتراكبوا لفرط ازدحامهم ، أو معناه يضم على الكافر ما أنفقه ليزيد به عذابه ، كقوله " فتكوى بها جباههم وجنوبهم " [ التوبة : 35 ] { فيجعله في جهنم أولئك } أي : الفريق الخبيث { و هم الخاسرون } .