قوله تعالى : { وَجِلَتْ } : يُقال : وَجِلَ بالكسر في الماضي يَوْجَلُ بالفتح ، وفيه لُغَيَّةٌ أخرى ، قرئ بها في الشاذ : وَجَلَتْ بفتح الجيم في الماضي وكَسْرِها في المضارع فَتَنْحَذِف الواو كوَعَد يَعِدُ . ويُقال في المشهورة : وَجِل يَوْجَل . ومنهم مَنْ يقول : ياجَلُ بقلب الواو ألفاً ، وهو شاذٌّ لأنه قَلْبُ حرفِ العلة بأحد السببين : وهو انفتاحُ ما قبلَ حرفِ العلة دون تحركه وهو نظير " طائي " في النسب إلى طيِّئ . ومنهم من يقول : يِيْجَلُ بكسر حرف المضارعة فتنقلبُ الواوُ ياءً لسكونها وانكسار ما قبلها . وقد تقدَّم في أول هذا الموضوع أنَّ من العرب مَنْ يكسِرُ حرف المضارعة بشروطٍ منها : أن لا يكونَ حرفُ المضارعة ياءً إلا في هذه اللفظة وفي أَبَى يِئْبَى . ومنهم مَنْ ركَّب من هاتين اللغتين لغةً أخرى وهي فتحُ الياء وقلبُ الواو ياءً فقال : يَيْجَلُ ، فأخذ قلبَ الواو ممَّن كسرَ حرفَ المضارعة ، وأخذ فتحَ الياءِ مِنْ لغة الجمهور .
وقوله : { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } قال ابن عطية : " وجوابُ الشرط المتقدم في قوله : " وأطيعوا " ، هذا مذهب سيبويه ، ومذهب المبرد أن الجواب محذوف متأخر ، ومذهبه في هذا ألاَّ يتقدَّمَ الجوابُ على الشرط " . قلت : وهذا الذي ذكره أبو [ محمد ] نقل الناسُ خلافَه ، نقلوا ذلك أعني جوازَ تقديمِ جوابِ الشرط عليه عن الكوفيين وأبي زيد وأبي العباس ، فالله أعلم أيُّهما أثبت . ويجوز أن يكون للمبرد قولان وكذا لسيبويه ، فنقل كلُّ فريق عن كلٍ منهما أحد القولين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.