الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

قد تقدَّم الكلامُ على الحروف المقطعة في أوائل هذا الموضوع ، واختلافُ القُرَّاء في إمالة هذه الحروف إذا كان في آخرها ألفٌ وهي : را ، وطا ، وها ، ويا ، وحا . فأمال " را " من جميع سورها إمالةً محضة الكوفيون إلا حفصاً ، وأبو عمر وأبن عامر . وأمال الأخَوَان وأبو بكر " طا " من جميع سُوَرِها نحو : طس ، طسم ، طه ، و " يا " من يس . وافقهم ابنُ عامر والسوسي على " يا " من كهيعص ، بخلاف عن السوسي . وأمال الأخَوان وأبو عمرو وورش وأبو بكر " ها " من طه ، وكذلك أمالها من كهيعص أبو عمرو والكسائي وأبو بكر دون حمزةَ وورش . وأمال أبو عمرو وورش والأخَوَان وأبو بكر وابن ذكوان حا من جميع سورها السبع . إلا أن أبا عمروٍ ووَرْشاً يُميلان بين بين ، [ وللقراء في هذا عمل كثير ] بيَّنْتُه في " شرح القصيد " .

و " الحكيم " : يجوز أن يكونَ بمعنى فاعِل ، أي : الحاكم ، وأن يكونَ بمعنى مفعول ، أي : مُحْكَم ، قال الأعشى :

2558 وغريبةٍ تأتي الملوكَ حكيمةً *** قد قلتُها لِيُقالَ مَنْ ذا قالها