الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدۡ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُواْ بَعۡدَ إِسۡلَٰمِهِمۡ وَهَمُّواْ بِمَا لَمۡ يَنَالُواْۚ وَمَا نَقَمُوٓاْ إِلَّآ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيۡرٗا لَّهُمۡۖ وَإِن يَتَوَلَّوۡاْ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِيمٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٖ} (74)

قوله تعالى : { إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه مفعولٌ به ، أي : وما كَرِهوا وعابُوا إلا إغناءَ الله إياهم ، وهو من بابِ قولِهم : ما لي عندك ذنبٌ إلا أَنْ أَحْسَنْت إليك ، أي : إن كان ثَمَّ ذنبٌ فهو هذا ، فهو تهكمٌ بهم ، كقوله :

2517 ولا عيبَ فينا غيرُ عِرْقٍ لمعشرٍ *** كرامٍ وأنَّا لا نَخُطُّ على النمل

وقول الآخر :

2518 ما نقِموا من بني أميةَ إلا *** أنهمْ يَحْلُمون إنْ غَضِبوا

وأنهم سادةُ الملوكِ ولا *** يَصْلحُ إلا عليهم العَرَبُ

والثاني : أنه مفعولٌ من أجله ، وعلى هذا فالمفعول به محذوف تقديره : وما نقموا منهم الإِيمان إلا لأجلِ إغناء الله إياهم . وقد تقدَّم الكلامُ على نَقِم .