البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{۞وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (51)

قرأ الجمهور : { وصّلنا } ، مشدد الصاد ؛ والحسن : بتخفيفها ، والضمير في لهم لقريش .

وقال رفاعة القرظي : نزلت في عشرة من اليهود ، أنا أحدهم .

قال الجمهور : وصلنا : تابعنا القرآن موصولاً بعضه ببعض في المواعظ والزجر والدعاء إلى الإسلام .

وقال الحسن : وفي ذكر الأمم المهلكة .

وقال مجاهد : جعلناه أوصالاً من حيث كان أنواعاً من القول في معان مختلفة .

وقال ابن زيد : وصلنا لهم خبر الآخرة بخبر الدنيا ، حتى كأنهم عاينوا الآخرة .

وقال الأخفش : أتممنا لوصلك الشيء بالشيء ، وأصل التوصل في الحبل ، يوصل بعضه ببعض .

وقال الشاعر :

فقل لبني مروان ما بال ذمتي *** بحبل ضعيف لا يزال يوصل

وهذه الأقوال معناها : توصيل المعاني فيه بها إليهم .

وقالت فرقة : التوصيل بالنسبة إلى الألفاظ ، أي وصلنا لهم قولاً معجزاً دالاً على نبوتك .