فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{۞وَلَقَدۡ وَصَّلۡنَا لَهُمُ ٱلۡقَوۡلَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (51)

{ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ القول } قرأ الجمهور { وصلنا } بتشديد الصاد ، وقرأ الحسن بتخفيفها ، ومعنى الآية : أتبعنا بعضه بعضاً وبعثنا رسولاً بعد رسول . وقال أبو عبيدة والأخفش : معناه أتممنا . وقال ابن عيينة والسديّ : بينا . وقال ابن زيد : وصلنا لهم خير الدنيا بخير الآخرة حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا ، والأولى أولى ، وهو مأخوذ من وصل الحبال بعضها ببعض ، ومنه قول الشاعر :

قل لبني مروان ما بال ذمتي *** بحبل ضعيف لا تزال توصل

وقال امرؤ القيس :

* يقلب كفيه بخيط موصل *

والضمير في : { لهم } عائد إلى قريش . وقيل : إلى اليهود . وقيل : للجميع { لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } فيكون التذكر سبباً لإيمانهم مخافة أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم .

/خ57