البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ} (56)

{ إنك لا تهدي } من أحببت : أي لا تقدر على خلق الهداية فيه ، ولا تنافي بين هذا وبين قوله : { وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم } لأن معنى هذا : وإنك لترشد .

وقد أجمع المسلمون على أنها نزلت في أبي طالب ، وحديثه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حالة أن مات ، مشهور .

وقال الزمخشري : لا تقدر أن تدخل في الإسلام كل من أحببت ، لأنك لا تعلم المطبوع على قلبه من غيره ، ولكن الله يدخل في الإسلام من يشاء ، وهو الذي علم أنه غير مطبوع على قلبه ، وأن الألطاف تنفع فيه ، فتقرب به ألطافه حتى يدعوه إلى القبول .

{ وهو أعلم بالمهتدين } : بالقابلين من الذين لا يقبلون .

انتهى ، وهو على طريقة الاعتزال في أمر الألطاف .