البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبۡعَثَ فِيٓ أُمِّهَا رَسُولٗا يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِنَاۚ وَمَا كُنَّا مُهۡلِكِي ٱلۡقُرَىٰٓ إِلَّا وَأَهۡلُهَا ظَٰلِمُونَ} (59)

والظاهر أن القرى عامة في القرى التي هلكت ، فالمعنى أنه تعالى لا يهلكها في كل وقت .

حتى يبعث في أم تلك القرى ، أي كبيرتها ، التي ترجع تلك القرى إليها ، ومنها يمتارون ، وفيها عظيمهم الحاكم على تلك القرى .

{ حتى يبعث في أمها رسولاً } ، لإلزام الحجة وقطع المعذرة .

ويحتمل أن يراد بالقرى : القرى التي في عصر الرسول ، فيكون أم القرى : مكة ، ويكون الرسول : محمداً صلى الله عليه وسلم ، خاتم الأنبياء ، وظلم أهلها : هو بالكفر والمعاصي .