البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُسۡـَٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ} (39)

{ فيومئذ } : التنوين فيه للعوض من الجملة المحذوفة ، والتقدير : فيوم إذ انشقت السماء ، والناصب ليومئذ { لا يسأل } ، ودل هذا على انتفاء السؤال ، و : { وقفوهم أنهم مسئولون } وغيره من الآيات على وقوع السؤال .

فقال عكرمة وقتادة : هي مواطن يسأل في بعضها .

وقال ابن عباس : حيث ذكر السؤال فهو سؤال توبيخ وتقرير ، وحيث نفي فهي استخبار محض عن الذنب ، والله تعالى أعلم بكل شيء .

وقال قتادة أيضاً : كانت مسألة ، ثم ختم على الأفواه وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يعملون .

وقال أبو العالية وقتادة : لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم .

وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد : ولا جأن بالهمز ، فراراً من التقاء الساكنين ، وإن كان التقاؤهما على حده .