إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُسۡـَٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ} (39)

{ فَيَوْمَئِذٍ } أي يومَ إذُ تنشقُ السماءُ حسبَما ذُكِرَ . { لاَ يُسْألُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } لأنَّهم يُعرفونَ بسيماهُم وذلكَ أولَ ما يخرجونَ من القبورِ ويحشرونَ إلى الموقفِ ذَوْداً ذَوداً على اختلافِ مراتبِهم ، وأما قولُه تعالى : { فَوَرَبّكَ لَنَسْألَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ سورة الحشر ، الآية 92 ] ونحُوه ففي موقفِ المناقشةِ والحسابِ ، وضميرُ ذنبِه للإنسِ لتقدمِه رتبةً ، وإفرادُه لما أنَّ المرادَ فردٌ من الإنسِ كأنَّه قيلَ : لا يُسألُ عن ذنبهِ إنسيٌّ ولا جنيٌّ .