فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يُسۡـَٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ} (39)

{ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } أي يوم تنشق السماء لا يسأل أحد من الإنس ولا من الجن عن ذنبه لأنهم يعرفون بسيماهم عند خروجهم من قبورهم ، فالتنوين عوض عن الجملة ، والفاء جواب الشرط ، وقيل هو محذوف ، أي فإذا انشقت السماء رأيت أمرا مهولا ، والهاء في ذنبه تعود على أحد المذكورين ، وضمير الآخر مقدر ، أي ولا يسأل عن ذنبه جان أيضا ، وناصب الظرف لا يسأل ، و { لا } غير مانعة ، والجمع بين مثل هذه الآية وبين مثل قوله : { فوربك لنسألنهم أجمعين } أن ما هنا يكون في موقف والسؤال في موقف آخر من مواقف القيامة ، وقيل : قد كانت مسألة ثم ختم على أفواه القوم . وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون . وقيل : إنهم لا يسألون هنا سؤال استفهام عن ذنوبهم لأن الله سبحانه قد أحصى الأعمال وحفظها على العباد ولكن يسألون سؤال توبيخ وتقريع ، ومثل هذه الآية قوله : { ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } .

قال أبو العالية : المعنى لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم ، وقيل إن عدم السؤال هو عند البعث ، والسؤال هو في موقف الحساب ، وقال ابن عباس : لا يسألهم هل عملتم كذا وكذا ؟لأنه أعلم بذلك منهم ؛ ولكن يقول لهم : لم عملتم كذا وكذا ؟ والجان والإنس كل منهما إسم جنس ، يفرق بينه وبين واحده بالياء كزنج وزنجي