هذه السورة مكية ، قال ابن عطية بإجماع . وفي التحرير ، قال مقاتل : إلا آية وهي : { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً } .
ومناسبتها لما قبلها أن في ما قبلها { ذَرْنِي وَالْمُكَذّبِينَ } ، وفيه { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ } فناسب { يأَيُّهَا الْمُدَّثّرُ قُمْ فَأَنذِرْ } ، وناسب ذكر يوم القيامة بعد ، وذكر بعض المكذبين في قوله :{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } .
قال الجمهور : لما فزع من رؤية جبريل على كرسي بين السماء والأرض ورعب منه ، رجع إلى خديجة فقال : زملوني دثروني ، نزلت { يا أيها المدثر } .
قال النخعي وقتادة وعائشة : نودي وهو في حال تدثره ، فدعى بحال من أحواله .
قيل : وكان يسمع من قريش ما كرهه ، فاغتم وتغطى بثوبه مفكراً ، فأمر أن لا يدع إنذارهم وإن أسمعوه وآذوه .
وقال عكرمة معناه : يا أيها المدثر للنبوة وأثقالها ، كما قال في المزمل .
وقرأ الجمهور : { المدثر } بشد الدال .
وأصله المتدثر فأدغم ، وكذا هو في حرف أبي على الأصل .
وقرأ عكرمة : بتخفيف الدال ، كما قرىء بتخفيف الزاي في المزمل ، أي دثر نفسه .
وعن عكرمة أيضاً : فتح التاء اسم مفعول ، وقال : دثرت هذا الأمر وعصب بك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.