أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

شرح الكلمات

{ أئذا ضللنا في الأرض } : أي غبنا فيها حيث فنينا وصرنا ترابا .

{ أئنا لفي خلق جديد } : أي أنعود خلقا جديداً بعد فنائنا واختلاطنا بالتراب .

{ بل هم بلقاء ربهم كافرون } : أي لم يقف الأمر عند استبعادهم للبعث بل تعداه إلى كفرهم بلقاء ربهم ، وهو الذي جعلهم ينكرون البعث .

المعنى :

ما زال السياق في تقرير أصول العقيدة فأخبر تعالى عن منكري البعث فقال { وقالوا } أي منكرو البعث الآخر { أئذا ضللنا في الأرض } أي غبنا فيها بحيث صرنا ترابا فيها { أئنا لفي خلق جديد } أي لعائدون في خلق جديد . وهذا منهم إنكار للبعث واستبعاد له ، فقال تعالى مخبراً عن علة إنكارهم للبعث وهي أنهم بلقاء ربهم كافرون إذ لو كانوا يؤمنون بلقاء الله الذي وعدهم به لما أنكروا البعث والحياة لذلك .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير عقيدة البعث والجزاء .

- الذنب الذي هو سبب كل ذنب هو الكفر بلقاء الله تعالى .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

ولما كانوا قد قالوا : محمد ليس برسول ، والإله ليس بواحد ، والبعث ليس بممكن ، {[54683]}فدل على صحة الرسالة بنفي الريب عن الكتاب ، ثم على الوحدانية بشمول القدرة وإحاطة العلم بإبداع الخلق على وجه هو نعمة لهم ، و{[54684]} ختم بالتعجيب من كفرهم ، {[54685]}وكان{[54686]} استبعادهم للبعث - الذي هو الأصل الثالث - من أعظم كفرهم ، قال معجباً منهم في{[54687]} إنكاره بعد التعجيب في قوله : { أم يقولون افتراه } ، لافتاً عنهم الخطاب إيذاناً بالغضب من قولهم : { وقالوا } منكرين لما ركز{[54688]} في الفطر الأُوَل{[54689]} ، ونبهت{[54690]} عليه الرسل ، فصار{[54691]} بحيث لا ينكره عاقل ألم{[54692]} بشيء من الحكمة : { أإذا } أي أنبعث إذا{[54693]} { ضللنا } أي ذهبنا وبطلنا وغبنا { في الأرض } بصيرورتنا تراباً مثل ترابها ، لا يتميز بعضه من بعض : قال أبو حيان تبعاً{[54694]} للبغوي والزمخشري وابن جرير الطبري وغيرهم : وأصله من ضل الماء في اللبن - إذا ذهب{[54695]} . ثم كرروا الاستفهام الإنكاري زيادة في الاستبعاد فقالوا : { إنا لفي خلق جديد } هو محيط بنا ونحن مظروفون له .

ولما كان قولهم هذا يتضمن إنكارهم القدرة ، وكانوا يقرون بما يلزمهم منه الإقرار بالقدرة على البعث من خلق الخلق والإنجاء من كل كرب ونحو ذلك ، أشار إليه بقوله : { بل } أي ليسوا{[54696]} بمنكرين لقدرته سبحانه ، بل { هم بلقاء ربهم } المحسن بالإيجاد والإبقاء مسخراً لهم كل ما ينفعهم في الآخرة للحساب أحياء سويين كما كانوا في الدنيا ، والإشارة بهذه الصفة إلى أنه لا يحسن بالمحسن أن ينغص{[54697]} إحسانه بترك القصاص{[54698]} من الظالم الكائن في القيامة { كافرون * } أي منكرون للبعث عناداً ، ساترون لما في طباعهم من أدلته ، لما غلب عليهم من الهوى القائد لهم إلى أفعال منعهم من الرجوع عنها الكبرُ عن قبول الحق والأنفة من الإقرار بما يلزم منه نقص العقل .


[54683]:العبارة من هنا إلى "من كفرهم" ساقطة من م.
[54684]:سقط من ظ.
[54685]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فإن.
[54686]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: فإن.
[54687]:في ظ: من.
[54688]:من م ومد، وفي الأصل وظ: ذكر.
[54689]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الأولى.
[54690]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الهمت.
[54691]:في ظ ومد: فصارت.
[54692]:في الأصل بياض، ملأناه من ظ وم ومد.
[54693]:زيد من ظ وم ومد.
[54694]:في الأصل بياض، ملأناه من ظ وم ومد.
[54695]:في ظ وم ومد: فيه، وليست الزيادة في البحر المحيط 7/200.
[54696]:من م ومد، وفي الأصل وظ: ليس.
[54697]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يبغض.
[54698]:زيد في ظ ومد: الكائن.