مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

{ وقالوا } القائل أبيّ بن خلف ولرضاهم بقوله أسند إليهم { أءذا ضللنا في الأرض } أي صرنا تراباً وذهبنا مختلطين بتراب الأرض لا نتميز منه كما يضل الماء في اللبن ، أو غبنا في الأرض بالدفن فيها . وقرأ عليٌّ { ضللنا } بكسر اللام يقال : ضل يضل وضل يضل . وانتصب الظرف في { أإذا ضللنا } بما يدل عليه { أءنّا لفي خلقٍ جديدٍ } وهو نبعث { بل هم بلقاء ربّهم كافرون } جاحدون . لما ذكر كفرهم بالبعث أضرب عنه إلى ما هو أبلغ وهو أنهم كافرون بجميع ما يكون في العاقبة لا بالبعث وحده