تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

الآية 10 وقوله تعالى : { وقالوا أئذا ضللنا في الأرض أئنا لفي خلق جديد } هذا القول منهم يخرج على الاستفهام والسؤال : أإنا نبعث ؟ ونخلق خلقا جديدا ؟ وعلى الإيجاب والتحقيق : إنا نبعث ، لا محالة ، فلا يلحقهم بذلك لائمة ولا تعيير لو كان على الظاهر المخرج منهم . لكنهم إنما قالوا ذلك استهزاء وإنكارا للبعث .

دليله ما قال على إثره : { بل هو بلقاء ربهم كافرون } وإلا ظاهر ذلك القول منهم على أحد الوجهين اللذين ذكرناهما : استفهاما أو إيجابا . وهو ما أخبر عن المنافقين حين( {[16387]} ) قال : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله } [ المنافقون : 1 ] . هذا القول منهم حق وصدق ، لكنهم لما أضمروا خلاف ذلك لم ينفع ذلك لهم حين( {[16388]} ) قال : { والله يشهد إنهم لكاذبون } [ التوبة : 107 والحشر : 11 ] .

فعلى ذلك القول منهم في الظاهر ما ذكرنا ، لكنهم إنما قالوا ذلك استهزاء وإنكارا للبعث وجحودا .


[16387]:في الأصل وم: حيث.
[16388]:في الأصل وم: حيث.