الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

{ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ * وَقَالُواْ } يعني منكري البعث ، { أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ } أي أُهلكنا وبطلنا وصرنا تراباً ، وأصله من قول العرب : ضلّ الماء في اللبن إذا ذهب ، ويقال : أضللت الميّت أي دفنته . قال الشاعر :

وأب مُضلوهُ بغيرِ جَلية *** وغُودر بالجولان جرم ونائل

وقرأ ابن محيصن بكسر اللام ( ضللنا ) وهي لغة . وقرأ الحسن والأعمش { ضَلَلْنَا } ( بالصاد ) غير معجمة أي أَنتنّا ، وهي قراءة عليّ رضي الله عنه .

أخبرنا ابن فنجويه عن ابن شنبه قال : أخبرني أبو حامد المستملي ، عن محمد بن حاتم ( الكرخي ) أبو ( عثمان ) النحوي ، عن المسيب بن شريك ، عن عبيدة الضبي ، عن رجل ، عن علي أنّه قرأ أَءِذَا ضللنا أي أنتنّا . قال محمّد بن حاتم : يقال : صلَّ اللّحم وأصل إذا أنتن .

{ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } قال الله : { بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } .