الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

{ وَقَالُواْ } قيل القائل أبي بن خلف ، ولرضاهم بقوله أُسند إليهم جميعاً . وقرىء : «ائنا » ، و«أنا » ، على الاستفهام وتركه { ضَلَلْنَا } صرنا تراباً ، وذهبنا مختلطين بتراب الأرض ، لا نتميز منه ، كما يضل الماء في اللبن أو غبنا { فِى الأرض } بالدفن فيها . من قوله :

وَآبَ مُضِلُّوهُ بِعَيْنٍ جَلِيَّةٍ ***

وقرأ علي وابن عباس رضي الله عنهما : «ضللنا » بكسر اللام . يقال : ضل يضل وضل يضل . وقرأ الحسن رضي الله عنه : صللنا ، من صلّ اللحم وأصلّ : إذا أنتن . وقيل : صرنا من جنس الصلة وهي الأرض .

فإن قلت : بم انتصب الظرف في { أَءذَا ضَلَلْنَا } ؟ قلت : بما يدل عليه ( لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ ) وهو نبعث . أو يجدد خلقنا . لقاء ربهم : هو الوصول إلى العاقبة ، من تلقى ملك الموت وما وراءه .