تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَقَالُوٓاْ أَءِذَا ضَلَلۡنَا فِي ٱلۡأَرۡضِ أَءِنَّا لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدِۭۚ بَلۡ هُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ كَٰفِرُونَ} (10)

يقول تعالى مخبرًا عن المشركين في استبعادهم المعاد حيث قالوا : { أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرْضِ } أي : تمزقت أجسامنا وتفرقت في أجزاء الأرض{[23062]} وذهبت ، { أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } ؟ أي : أئنا لَنَعُودُ بعد تلك الحال ؟ ! يستبعدون ذلك ، {[23063]} وهذا إنما هو بعيد بالنسبة إلى قُدْرَتهم العاجزة ، لا بالنسبة إلى قُدْرة الذي بدأهم وخلقهم من العدم ، الذي إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ؛ ولهذا قال : { بَلْ هُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ } .


[23062]:- ف أ: "الأرضين".
[23063]:- في أ: "تلك الحال".