أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَـٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا} (13)

شرح الكلمات :

{ إن بيوتنا عورة } : أي غير حصينة .

{ إن يريدون إلا فرارا } : أي من القتال إذ بيوتهم حصينة .

المعنى :

وقوله { وإذ قالت طائفة منهم } أي من المنافقين . وهو أُويس بن قيظى أحد رؤساء المنافقين { يا أهل يثرب } أي المدينة قبل أن يبطل الرسول هذا الاسم لها ويسميها بالمدينة { لا مقام لكم } أي في سفح سلع عند الخندق { فارجعوا } إلى منازلكم داخل المدينة بحجة أنه لا فائدة في البقاء هُنا دون قتال ، وما قال ذلك إلا فراراً من القتال وهروباً من المواجهة ، وقوله تعالى { ويستأذن فريقٌ منهم النبي } أي يطلبون الإِذن لهم بالعودة إلى منازلهم بالمدينة بدعوى أن بيوتهم عورة أي مكشوفة أمام العدو وهم لا يأمنون عليها وأكذبهم الله تعالى في قولهم فقال { وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا } أي ما يريدون بهذا الاعتذار إلا الفرار من وجه العدو ، وقال تعالى فيهم ومن أصدق من الله قيلا .

الهداية :

من الهداية :

- بيان مواقف المنافقين الداعية إلى الهزيمة ليكون ذلك درساً للمؤمنين .

- تقرير النبوة المحمدية بأِخبار الغيب التي أخبر بها رسول الله فكانت كما أخبر من فتح فارس والروم واليمن .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذۡ قَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡهُمۡ يَـٰٓأَهۡلَ يَثۡرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمۡ فَٱرۡجِعُواْۚ وَيَسۡتَـٔۡذِنُ فَرِيقٞ مِّنۡهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوۡرَةٞ وَمَا هِيَ بِعَوۡرَةٍۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارٗا} (13)

ولما ذكر ما هو الأصل في نفاقهم وهو التكذيب ، أتبعه ما تفرع عليه ، ولما كان تخذيلهم بالترجيع مرة ، عبر عنه{[55193]} بالماضي فقال : { وإذ قالت } أنث الفعل إشارة إلى رخاوتهم وتأنثهم في الأقوال والأفعال { طائفة منهم } أي قوم كثير من موتى القلوب ومرضاها {[55194]}يطوف بعضهم{[55195]} ببعض : { يا أهل يثرب } عدلوا عن الاسم - الذي وسمها به النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وطيبة مع حسنه - إلى الاسم الذي كانت تدعى به قديماً مع احتمال قبحه باشتقاقه من الثرب الذي هو اللوم والتعنيف ، إظهاراً للعدول عن الإسلام ، قال في الجمع بين العباب والمحكم : ثرب عليه ثرباً وأثرب ، بمعنى ثرب تثريباً - إذا لامه وعيّره بذنبه وذكره به . وأكدوا بنفي الجنس لكثرة مخالفتهم في ذلك فقالوا : { لا مقام لكم } أي قياماً أو موضع قيام تقومون به - على قراءة الجماعة{[55196]} بالفتح{[55197]} ، وعلى قراءة حفص بالضم المعنى : لا إقامة أو موضع إقامة{[55198]} في مكان{[55199]} القتال ومقارعة الأبطال { فارجعوا } إلى منازلكم هراباً ، وكونوا مع نسائكم أذناباً{[55200]} ، أو إلى دينكم الأول على وجه المصارحة لتكون لكم{[55201]} عند هذه الجنود يد{[55202]} .

ولما ذكر هؤلاء الذين هتكوا الستر ، وبينوا ما هم فيه من سفول الأمر ، أتبعهم آخرين تستروا بعض التستر{[55203]} تمسكاً بأذيال النفاق ، خوفاً من أهوال الشقاق ، فقال : { ويستأذن } أي يجدد كل وقت طلب الإذن لأجل{[55204]} الرجوع إلى البيوت والكون مع النساء { فريق منهم } أي طائفة شأنها الفرقة { النبي } وقد رأوا ما حواه من علو المقدار بما له من حسن الخلق ، والخلق ، وما لديه من جلالة الشمائل وكريم الخصائل ، ولم يخشوا من إنبائنا له بالأخبار ، وإظهارنا له الخبء ، من مكنون الضمائر وخفي الأسرار ، حال كونهم { يقولون } أي{[55205]} في كل قليل ، مؤكدين لعلمهم بكذبهم وتكذيب المؤمنين لهم قولهم{[55206]} : { إن بيوتنا } أتوا بجمع الكثرة إشارة إلى كثرة أصحابهم من المنافقين { عورة } أي بها{[55207]} خلل كثير{[55208]} يمكن من أراد من الأحزاب أن يدخلها منه ، فإذا ذهبنا إليها حفظناها منهم وكفينا من يأتي إلينا من مفسديهم{[55209]} حماية للدين ، وذباً عن الأهلين .

ولما قالوا ذلك مؤكدين له ، رده الله تعالى موكداً لرده مبيناً لما أرادوا فقال : { وما } أي والحال أنها ما { هي } في ذلك الوقت الذي قالوا هذا فيه ، وأكد النفي فقال{[55210]} : { بعورة } ولا يريدون بذهابهم حمايتها { إن } أي ما { يريدون }{[55211]} باستئذانهم { إلا فراراً * }


[55193]:زيد من ظ وم ومد.
[55194]:من مد، وفي الأصل وم: يطرف بعض، وفي ظ: يطوف بعض.
[55195]:من مد، وفي الأصل وم: يطرف بعض، وفي ظ: يطوف بعض.
[55196]:راجع نثر المرجان 5/383.
[55197]:سقط من ظ.
[55198]:من م ومد، وفي الأصل: قيام، والكلمة مع "أو موضع" ساقطة من ظ.
[55199]:في مد: موضع.
[55200]:زيد من ظ ومد.
[55201]:في مد: لهم.
[55202]:زيد من ظ وم ومد.
[55203]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الستر.
[55204]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: إلى.
[55205]:زيد من ظ وم ومد.
[55206]:زيد من ظ وم ومد.
[55207]:زيد من م ومد.
[55208]:في ظ ومد: كبير.
[55209]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: مفسدهم.
[55210]:زيد من ظ وم ومد.
[55211]:زيد من ظ وم ومد.