أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{۞وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ يَصِدُّونَ} (57)

شرح الكلمات :

{ ولما ضرب ابن مريم مثلا } : أي ولما جعل عيسى بن مريم مثلا ، والضارب ابن الزبعري .

{ إذا قومك منه يصدون } : أي إذ المشركون من قومك يصدون أي يضحكون فرحاً بما سمعوا .

المعنى :

قوله تعالى : { ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون } روى أن ابن الزبعرى قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لما نزلت آية الأنبياء إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون قال : أهذا لنا ولآلهتنا أم جميع الأمم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم " فقال ابن الزبعرى خصمتك ورب الكعبة ، أليست النصارى يعبدون المسيح واليهود يعبدون العزير وبنو مليح يعبدون الملائكة فإن هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ، ففرح بها المشركون وضحكوا وضجوا بالضحك مرتفعة أصواتهم بذلك ونزلت في هذا الحادثة الآية : ( ولما ضرب ابن مريم مثلا } أي ولما جعل ابن الزبعرى عيسى بن مريم مثلا إذ جعله مشابها للأصنام من حيث أن النصارى اتخذوه إلهاً وعبدوه من دون الله ، وقال فإذا كان عيسى والعزير والملائكة في النار فقد رضينا أن نكون وآلهتنا معهم ففرح بها المشركون وصدوا وضجوا بالضحك .