الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ يَصِدُّونَ} (57)

أخرج أحمد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقريش : " إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير " فقالوا : ألست : تزعم أن عيسى كان نبياً وعبداً من عباد الله صالحاً وقد عبدته النصارى ؟ ! فإن كنت صادقاً ، فإنه كآلهتهم . فأنزل الله { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون } قال : يضجون { وإنه لعلم للساعة } قال : هو خروج عيسى ابن مريم قبيل يوم القيامة » .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر ، عن قتادة رضي الله عنه قال : لما ذكر عيسى ابن مريم جزعت قريش وقالوا : ما ذكر محمد عيسى ابن مريم ، ما يريد محمد إلا أن نصنع به كما صنعت النصارى بعيسى ابن مريم . فقال الله : { ما ضربوه لك إلا جدلاً } .

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه من طرق ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرؤها { يصدون } يعني بكسر الصاد يقول : يضجون .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ، عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه أنه قرأ { يصدون } بضم الصاد .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن إبراهيم { يصدون } قال : يعرضون .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن سعيد بن معبد بن أخي عبيد بن عمير الليثي رضي الله عنه قال : قال لي ابن عباس : ما لعمك يقرأ هذه الآية ؟ { إذا قومك منه يصدون } إنها ليست كذا إنما هي { إذا قومك منه يصدون } إذا هم يهجون إذا هم يضجون .

وأخرج عبد بن حميد ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه { إذا قومك منه يصدون } قال : يضجون .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد والحسن وقتادة رضي الله عنهما مثله .

وأخرج ابن مردويه ، عن علي رضي الله عنه : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ { يصدون } بالكسر .

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل » ثم قرأ { ما ضربوه لك إلا جدلاً } الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ما ضلت أمة بعد نبيها إلا أعطوا الجدل . ثم قرأ { ما ضربوه لك إلا جدلاً } .

وأخرج سعيد بن منصور ، عن أبي ادريس الخولاني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما ثار قوم فتنة إلا أوتوا بها جدلاً ، وما ثار قوم في فتنة إلا كانوا لها حرزاً » .

وأخرج ابن عدي والخرائطي في مساوئ الأخلاق ، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الكذب باب من أبواب النفاق ، وإن آية النفاق أن يكون الرجل جدلاً خصماً » .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير ، عن قتادة رضي الله عنه قال : لما ذكر الله عيسى عليه السلام في القرآن ، قال مشركو مكة إنما أراد محمد أن نحبه كما أحب النصارى عيسى قال : { ما ضربوه لك إلا جدلاً } قال : ما قالوا هذا القول إلا ليجادلوا { إن هو إلا عبد أنعمنا عليه } قال : ذلك نبي الله عيسى أن كان عبداً صالحاً أنعم الله عليه { وجعلناه مثلاً } قال : آية { لبني إسرائيل } { ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } قال : يخلف بعضهم بعضاً مكان بني آدم .