ثم قال تعالى : { ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون } ، أي : ولما شبه الله عز وجل عيسى في إحداثه{[61663]} إياه من غير فحل بآدم{[61664]} إذا قومك يا محمد منه يضحكون ويقولون : ما يريد محمد منا إلا أن نتخذه إلها كما اتخذت{[61665]} النصارى المسيح ، قاله مجاهد{[61666]} .
وقال ابن عباس لما قال الله عز وجل لقريش : { إنكم ما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون }{[61667]} قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم فما ابن مريم ؟ فقال : ذلك عبد الله ورسوله : فقالوا : والله ما يريد هذا إلا أن نتخذه ربا كما اتخذت النصارى عيسى{[61668]} ابن مريم ربا . فقال الله : { ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون }{[61669]} .
وقيل : إن الآية نزلت في ابن الزبعري{[61670]} ، وذلك أنه لما أنزل الله{[61671]} جل ذكره { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم }{[61672]} . قال فالنصارى تعبد المسيح . فقال الله : { ما ضربوه لك إلا جدلا }{[61673]} أي : قد علموا أنه لا يراد بالآية عيسى ، وإنما يراد بها الأصنام .
قال الكسائي والفراء : ( يصدون ) ( بالضم والكسر ){[61674]} لغتان ، بمعنى يعرضون{[61675]} . وقال قطرب{[61676]} هما لغتان بمعنى يضحكون{[61677]} .
وقال أبو عبيد : ( يصدون ) بالكسر : يضجون{[61678]} ، وبالضم يعرضون ، وهو قول يونس وعيسى الثقفي{[61679]} .
والاختيار في القراءة عند أبي عبيد بالكسر على معنى يضجون{[61680]} لأنها لو كانت بالضم على معنى يعرضون لكان اللفظ : إذا قومك عنه{[61681]} يصدون{[61682]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.