تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ يَصِدُّونَ} (57)

{ ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون( 57 ) } أي : يضحكون ؛ في قراءة من قرأها بكسر الصاد ، ومن قرأها برفعها { يصدون } فهو من الصدود ؛ أي يفرون{[1229]} .

تفسير الكلبي : ( لما نزلت : { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون }{[1230]} قام رسول الله مقابل باب الكعبة ، ثم اقترأ هذه الآية ، فوجد منها أهل مكة وجدا شديدا ؛ فدخل عليهم ابن الزبعري الشاعر وقريش يخوضون في ذكر هذه الآية ، فقال : أمحمد تكلم بهذه ؟ ! قالوا : نعم ، قال : والله إن اعترف لي بهذا لأخصمنه ، فلقيه فقال : يا محمد ، أرأيت الآية التي قرأت آنفا ، أفينا وفي آلهتنا نزلت خاصة أم في الأمم وآلهتهم ؟ قال : لا بل فيكم وفي آلهتكم وفي الأمم وآلهتهم . فقال : خصمتك ورب الكعبة ! أليس تثني على عيسى ومريم والملائكة خيرا ، وقد علمت أن النصارى تعبد عيسى وأمه ، وأن طائفة من الناس يعبدون الملائكة ، أفليس هؤلاء مع آلهتنا في النار ؟ ! فسكت رسول الله وضحكت قريش وضجوا .


[1229]:قرأ نافع وابن عامر والكسائي والأعمش عن أبي بكر عن عاصم بضم الصاد، وقرأ الباقون بكسر الصاد. وانظر: السبعة (587)، ومعاني الأزهري (ص440).
[1230]:سورة الأنبياء: آية(98).