جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوۡمُكَ مِنۡهُ يَصِدُّونَ} (57)

{ لما ضرب ابن مريم مثلا } لما نزل { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم } ( الأنبياء :89 ) جادل ابن الزبعري{[4509]} وقال : رضينا ، إن آلهتنا مع عيسى فجعلوه مثلا حجة{[4510]} سائدة ، أو مقياسا ومثالا في بيان إبطال ما ذكر من أنكم وما تعبدون { إذا قومك } : قريش { منه يصدون } : يضجون فرحا بأنه أسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم- ومن قرأ بضم الصاد فمعناه : من أجل هذا المثل يعرضون عن الحق ، وعن الكسائي : هما لغتان كيعرش ويعرش ، قال الواحدي : إذا قومك المؤمنون يضجون من هذا يعني غما وشكا


[4509]:بكسر الزاي المعجمة وفتح الباء الموحدة وسكون العين والراء المهملة والألف المقصورة معناه سيئ الخلق/12.
[4510]:وقالوا عيسى: يعبد من دون الله الملائكة، فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم، ففرحوا وضحكوا وارتفعت أصواتهم، وفرح قريش: بأنا أسكتنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} ولا يخفى أن ما قاله ابن الزبعري باطل من أصله لأن الله قال:{وما تعبدون} ولم يقل ومن تعبدون حتى يدخل في ذلك العقلاء قال الشهاب: ابن الزبعري هو عبد الله الصحابي المشهور وهذه القصة على تقدير صحتها كانت قبل إسلامه /12 فتح [أخرجه أصل هذا الحديث أحمد في "المسند"، (1/318)، وقال الهيثمي في " المجمع" (7/104): " رواه احمد والطبراني بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وثقه أحمد وغيره وهو سيئ الحفظ، وبقية رجاله رجال الصحيح"].