التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

{ الله الصمد } في معنى الصمد ثلاثة أقوال :

أحدها : أن الصمد الذي يصمد إليه في الأمور ، أي : يلجأ إليه .

والآخر : أنه الذي لا يأكل ولا يشرب ، فهو كقوله : { وهو يطعم ولا يطعم } [ الأنعام : 14 ] .

والثالث : أنه الذي لا جوف له ، والأول هو المراد هنا على الأظهر ، ورجحه ابن عطية بأن الله موجد الموجودات وبه قوامها ، فهي مفتقرة إليه ، أي : تصمد إليه ؛ إذ لا تقوم بأنفسها ، ورجحه شيخنا الأستاذ أبو جعفر ابن الزبير بورود معناه في القرآن حيثما ورد نفي الولد عن الله تعالى ، كقوله في مريم : { وقالوا اتخذ الله ولدا } [ البقرة : 116 ] ثم أعقبه بقوله : { إن كل من في السموات والأرض إلا آت الرحمن عبدا } [ مريم : 93 ] وقوله : { بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد } [ الأنعام : 101 ] ، وقوله : { وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل له ما في السموات والأرض } [ البقرة : 116 ] ، وكذلك هنا ذكره مع قوله : { لم يلد } ، فيكون برهانا على نفي الولد ، قال الزمخشري : صمد فعل بمعنى مفعول ؛ لأنه مصمود إليه في الحوائج .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ} (2)

قوله : { الله الصمد } الصمد ، السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ، أي يقصد{[4882]} ، فالله جل وعلا مقصود في علاه ، ترتجيه الخلائق وتقصده ، وتسأله الخير والفضل والرحمة .


[4882]:مختار الصحاح ص 396.