{ ومن شر النفاثات في العقد } النفث شبه النفخ دون تفل وريق ، قاله ابن عطية ، وقال الزمخشري : هو النفخ مع ريق ، وهذا النفث ضرب من السحر ، وهو أن ينفث على عقد تعقد في خيط أو نحوه على اسم مسحور فيضره ذلك ، وحكى ابن عطية أنه حدثه ثقة أنه رأى عند بعض الناس بصحراء المغرب خيطا أحمر قد عقدت فيه عقد على فصلان- وهي أولاد الإبل- فمنعها بذلك رضاع أمهاتها ، فكان إذا حل عقدة جرى ذلك الفصيل إلى أمه فرضع في الحين ، قال الزمخشري : إن في الاستعاذة من النفاثات ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يستعاذ من مثل عملهن ، وهو السحر ، ومن إثمهن في ذلك .
والثاني : أن يستعاذ من خداعهن للناس وفتنتهن .
والثالث : أن يستعاذ مما يصيب من الشر عند نفثهن ، والنفاثات بناء مبالغة ، والموصوف محذوف تقديره النساء النفاثات ، والجماعة النفاثات ، أو النفوس النفاثات ، والأول أصح ؛ لأنه روي أنه إشارة إلى بنات لبيد بن الأعصم اليهودي ، وكن ساحرات سحرن هن وأبوهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعقدت له إحدى عشر عقدة ، فأنزل الله المعوذتين إحدى عشر آية بعدد العقد ، وشفى الله رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن قيل : لم عرف النفاثات بالألف واللام ونكر ما قبله وهو غاسق ، وما بعده وهو حاسد ، مع أن الجميع مستعاذ منه ؟ فالجواب : أنه عرف النفاثات ليفيد العموم ؛ لأن كل نفاثة شريرة ، بخلاف الغاسق والحاسد فإن شرهما في بعض دون بعض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.