لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ} (4)

{ ومن شر النفاثات في العقد } يعني السواحر اللاتي ينفثن في عقد الخيط حين يرقين عليها ، وقيل : المراد بالنفاثات بنات لبيد بن الأعصم اللاتي سحرن النبي صلى الله عليه وسلم ، والنفث النفخ مع ريق قليل ، وقيل : إنه النفخ فقط .

واختلفوا في جواز النّفث في الرّقى والتّعاويذ الشّرعية المستحبة ، فجوزه الجمهور من الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم ، ويدل عليه حديث عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات " الحديث ، وأنكر جماعة التّفل والنّفث في الرقى ، وأجازوا النّفخ بلا ريق . قال عكرمة : لا ينبغي للرّاقي أن ينفث ، ولا يمسح ، ولا يعقد ، وقيل : النفث في العقد إنما يكون مذموماً إذا كان سحراً مضراً بالأرواح والأبدان ، وإذا كان النفث لإصلاح الأرواح والأبدان وجب أن لا يكون مذموماً ، ولا مكروهاً ؛ بل هو مندوب إليه .