الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ} (4)

و{ النفاثات فِي العقد } السَّوَاحِر ، ويقال : إن الإشَارَة أوَّلاً إلى بَنَاتِ لَبِيدِ بن الأَعْصَمِ اليهودي ؛ كُنَّ سَاحِرَاتٍ ، وهُنَّ اللواتي سَحَرْنَ مَعَ أبيهِنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم ، والنَّفْثُ شِبْهُ النَّفخِ دُونَ تَفلِ رِيقٍ ، وهذا النَّفْثُ هُوَ عَلى عُقَدٍ تعْقَدُ في خيوطٍ ، ونحوِها ؛ على اسْمِ المَسْحُورِ فيؤذى بذلك .

قال ( ع ) : وهَذَا الشَّأْنُ في زمانِنَا موجودٌ شائعٌ في صحراء المغرب ، وحدَّثني ثقةٌ ؛ أنه رأى عنْدَ بعضهم خيطاً أحْمَرَ قَدْ عُقِدَتْ فِيهِ عُقَدٌ على فُصْلاَنٍ ، فَمُنِعَتْ بذلك رَضَاعَ أمهاتِها ، فكان إذا حَلَّ عقدةً جرى ذلك الفصيلُ إلى أُمِّه في الحِينِ ، فَرَضَعَ ، أعاذنا اللَّه مِنْ شَرِّ السِّحْرِ والسَّحَرَةَ .