{ ومن شر النفاثات في العقد } النفاثات هن السواحر ، أي وأعوذ برب الفلق من شر النفوس النفاثات ، أو النساء النفاثات . والنفث : النفخ ، كما يفعل ذلك من يرقي ويسحر ، قيل : مع ريق ، وقيل : بدون ريق ، وهو دليل بطلان قول المعتزلة في إنكار تحقق السحر وظهور أثره .
والعقد : جمع عقدة ، وذلك أنهن كن ينفثن في عقد الخيوط حين يسحرن بها . قال أبو عبيدة : النفاثات هن بنات لبيد بن الأعصم اليهودي سحرن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
قرأ الجمهور : ( النفاثات ) جمع نفاثة على المبالغة ، وقرئ ( النافثات ) جمع نافثة ، والنفاثات بضم النون ، و( النفثات ) بدون ألف .
وقال ابن عباس : الساحرات ، وعنه قال : هو ما خالط السحر من الرقى .
وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ، ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئا وكل إليه " .
وعنه قال : جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعوذني فقال : " ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل ، فقلت : بلى بأبي وأنت وأمي . قال : " بسم الله أرقيك ، والله يشفيك ، من كل داء فيك " { من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد } ، فرقى بها ثلاث مرات " ، أخرجه ابن ماجه وابن سعد والحاكم وغيرهم .
واختلفوا في جواز النفخ في الرقي والتعاويذ الشرعية ، فجوزه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ، يدل عليه حديث عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات " الحديث .
وأنكر جماعة التفل والنفث في الرقى ، وأجازوا النفخ بلا ريق ، قال عكرمة : لا ينبغي للراقي أن ينفث ولا يمسح ولا يعقد .
قال النسفي : جوز الاسترقاء بما كان من كتاب الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لا بما كان بالسريانية والعبرانية والهندية ، فإنه لا يحل اعتقاده ، ولا اعتماد عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.