التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (208)

{ السلم } بفتح السين المسالمة ، والمراد بها هنا عقد الذمة بالجزية ، والأمر على هذا لأهل الكتاب وخوطبوا بالذين آمنوا لإيمانهم بأنبيائهم وكتبهم المتقدمة ، وقيل : هو الإسلام ، وكذلك هو بكسر السين ، فيكون الخطاب لأهل الكتاب على معنى الأمر لهم بالدخول في الإسلام ، وقيل : إنها نزلت في قوم من اليهود أسلموا وأرادوا أن يعظموا البيت كما كانوا فالمعنى على هذا : ادخلوا في الإسلام ، واتركوا سواه ، ويحتمل أن يكون الخطاب للمسلمين على معنى الأمر بالثبوت عليه والدخول في جميع شرائعه من الأوامر والنواهي .

{ كافة } عموم في المخاطبين أو في شرائع الإسلام .