الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (208)

{ السلام } بكسر السين وفتحها . وقرأ الأعمش بفتح السين واللام ، وهو : الإستسلام والطاعة ، أي استسلموا لله وأطيعوه { كَافَّةً } لا يخرج أحد منكم يده عن طاعته . وقيل هو الإسلام . والخطاب لأهل الكتاب لأنهم آمنوا بنبيهم وكتابهم ، أو للمنافقين لأنهم آمنوا بألسنتهم . ويجوز أن يكون كافة حالا من السلم ، لأنها تؤنث كما تؤنث الحرب . قال :

السِّلْمُ تَأْخُذُ مِنْهَا مَا رَضِيتَ بِه *** وَالحْرَبُ يَكْفِيكَ مِنْ أَنْفَاسِهَا جُرَعُ

على أن المؤمنين أمروا بأن يدخلوا في الطاعات كلها . وأن لا يدخلوا في طاعة دون طاعة . أو في شعب الإسلام وشرائعه كلها ، وأن لا يُخلوا بشيء منها . وعن عبد الله بن سلام .

أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم على السبت وأن يقرأ من التوراة في صلاته من الليل و ( كافة ) من الكف ، كأنهم كفوا أن يخرج منهم أحد باجتماعهم .