جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (208)

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً {[367]} } : في الإسلام ، أو في الطاعة ، وكافة : حال من السلم ، أي : خذوا بجميع عرى الإٍسلام وشرائعه {[368]} أو حال من الفاعل ، أي : ادخلوا {[369]} فيه بكليتكم لا تخلطوا به غيره وهو خطاب للمسلمين وعن {[370]} بعضهم أنها نزلت في مؤمني أهل الكتاب ، فإنهم مع أن أسلموا عظموا السبت وحرموا الإبل وأحبوا قراءة التوراة ، فأمروا بتركها ، { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } : آثاره التي زين لكم ، { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } : ظاهر العداوة .


[367]:قال: في المغني قول الزمخشري: حال من السلم وهم، لأن كافة مختص بمن يعقل وهم في قول الله تعالى: "وما أرسلناك إلا كافة" [سبأ: 28] [في الأصل: "في قول الله تعالى: "ثم أشير فوقها: "في قول الله"]، أي: رسالة كافة وأيضا وهم في خطبة المفصل إذا قال: محيط بكافة الأبواب/12 منه
[368]:ولا تخلوا بشيء منها/12 منه
[369]:الظاهر أنه إذا كان حالا من الفاعل أن يكون معناه ادخلوا جميعاً في الإسلام لا يشرد بعضكم عنه، والشارح عدل عن الظاهر في تفسيره بقوله: أي ادخلوا فيه إلخ لتمام الموافقة بسبب النزول، ولأن الخطاب مع المسلمين عند الشارح فلا وجه لأمر الجميع بالدخول في الإسلام إلا بهذا المعنى فتأمل/12 منه
[370]:قول عكرمة ونسب أيضا إلى ابن عباس/12 منه