{ يَا أَيُّهَا الذين آمَنُواْ ادخلوا فِي السلم } أي الاستسلام والطاعةِ ، وقيل الإسلام ، وقرئ بفتح السين وهو لغة فيه وبفتح اللام أيضاً ، وقوله تعالى : { كَافَّةً } حال من الضمير في ادخُلوا أو من السِّلم أو منهما معاً في قوله : [ الطويل ]
خرجتُ بها تمشي تجرُّ وراءَنا *** على أَثَريْنا ذيلَ مِرْطٍ مُرَجَّل{[93]}
وهي في الأصل اسمُ الجماعة تكفُّ مُخالِفَها ثم استعملت في معنى جميعاً وتاؤُها ليست للتأنيث حتى يُحتاجَ إلى جعل السِّلم مؤنثاً مثلَ الحربِ كما في قوله عزَّ وجل : { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فاجنح لَهَا } [ الأنفال ، الآية 61 ] وفي قوله : [ البسيط ]
السلمُ تأخذُ منها ما رضِيتَ به *** والحربُ يكفيك من أنفاسها جُرَعُ{[94]}
وإنَّما هي للنقل كما في عامة وخاصة وقاطبة والمعنى استسلموا لله تعالى وأطيعوه جملةً ظاهراً وباطناً ، والخطابُ للمنافقين أو ادخُلوا في الإسلام بكلّيته ولا تخلِطوا به غيَره ، والخطابُ لمؤمني أهلِ الكتاب فإنهم كانوا يراعون بعضَ أحكام دينهم القديمِ بعد إسلامِهم ، أو في شرائع الله تعالى كلِّها بالإيمان بالأنبياء عليهم السلام والكتبِ جميعاً والخطابُ لأهل الكتاب كلِّهم ، ووصفُهم بالإيمان إما على طريقة التغليب وإما بالنظر إلى إيمانهم القديم ، أو في شعب الإسلام وأحكامِه كلِّها فلا يُخِلوا بشيء منها والخطاب للمسلمين وإنما خوطب أهلُ الكتاب بعنوان الإيمان مع أنه لا يصحّ الإيمانُ إلا بما كلَّفوه الآن إيذاناً بأن ما يدّعونه لا يتمّ بدونه { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خطوات الشيطان } بالتفرُّق والتفريقِ أو بمخالفة ما أُمرتم به { إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ } ظاهرُ العداوة أو مُظْهِرٌ لها وهو تعليلٌ للنهي أو الانتهاءِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.