الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (208)

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } كذا قرأها بالنصب يعني مؤمني أهل الكتاب ، فإنهم كانوا مع الإيمان بالله مستمسكين ببعض أمر التوراة والشرائع التي أنزلت فيهم يقول : ادخلوا في شرائع دين محمد ولا تدعوا منها شيئا ، وحسبكم بالإيمان بالتوراة وما فيها .

وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } قال : نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام ، وابن يامين ، وأسد وأسيد ابني كعب ، وسعيد بن عمرو ، وقيس بن زيد ، كلهم من يهود قالوا : يا رسول الله يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا فلنسبت فيه ، وإن التوراة كتاب الله ، فدعنا فلنقم بها بالليل ، فنزلت .

وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله { ادخلوا في السلم } قال : يعني أهل الكتاب ، و { كافة } : جميعا .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : السلم الطاعة ، وكافة يقول : جميعا .