فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ كَآفَّةٗ وَلَا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيۡطَٰنِۚ إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ} (208)

{ السلم } يعني الإسلام . { كافة } عامة جميعا .

{ خطوات الشيطان } أعماله ومعاصيه . { مبين } مظهر .

لكأن هذه دعوة إلى الثبات على الإسلام والوفاء بأماناته كافة{[651]} والحذر من متابعة الشيطان والانقياد لوسواسه -يا أيها الذين آمنوا بالألسنة والقلوب دوموا على الإسلام فيما تستأنفونه من أيامكم ولا تخرجوا منه ولا من شيء من شرائعه { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } لا تلتفتوا إلى الشبهات التي يلقيها إليكم أهل الغواية ، والكائن في الدار إذا علم أن له في المستقبل خروجا منها لا يمتنع أن يؤمر بدخولها في المستقبل حالا بعد حال . . . أو أمرهم بأن يكونوا مجتمعين في نصرة الدين واحتمال البلوى فيه ، ولا تتبعوا آثار الشيطان بالإقبال على الدنيا والجبن والخور في أمر الدين مثل { . . ولا تنازعوا فتفشلوا . . . }{[652]}- {[653]} ؛ { إنه لكم عدو مبين } حذرنا البر الرحيم الخلاق العليم من إبليس اللعين وقبيله إنسا وجنا فإنهم يدعون إلى الخسار والبوار وعذاب النار وقد أخذوا على أنفسهم أن يضلوا من انخدع بوسوستهم ضلالا بعيدا وإبليس حلف ليغوين البشر أجمعين إلا عباد الله المخلصين .


[651]:وأصل الكف المنع فسمي الجميع كافة لأن الاجتماع يمنع التفرق والشذوذ ورجل مكفوف أي كف بصره من أن ينظر والكف طرف اليد لأنه يكف بها عن سائر البدن.
[652]:من سورة الأنفال من الآية 46.
[653]:ما بين العارضتين من تفسير غرائب القرآن.