التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُبۡطِلُواْ صَدَقَٰتِكُم بِٱلۡمَنِّ وَٱلۡأَذَىٰ كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُۥ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَلَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ صَفۡوَانٍ عَلَيۡهِ تُرَابٞ فَأَصَابَهُۥ وَابِلٞ فَتَرَكَهُۥ صَلۡدٗاۖ لَّا يَقۡدِرُونَ عَلَىٰ شَيۡءٖ مِّمَّا كَسَبُواْۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (264)

{ لا تبطلوا صدقاتكم } عقيدة أهل السنة أن السيئات لا تبطل الحسنات فقالوا في هذه الآية : إن الصدقة التي يعلم من صاحبها أنه يمن أو يؤذى لا تقبل منه ، وقيل : إن المن والأذى دليل على أن نيته لم تكن خالصة ، فلذلك بطلت صدقته .

{ كالذي ينفق } تمثيل لمن يمن ويؤذى بالذي ينفق رياء وهو غير مؤمن .

{ فمثله } أي : مثل المرائي في نفقته كحجر عليه تراب يظنه من يراه أرضا منبتة طيبة ، فإذا أنزل عليها المطر انكشف التراب ، فيبقى الحجر لا منفعة فيه ، فكذلك المرائي يظن أن له أجرا ، فإذا كان يوم القيامة انكشف سره ولم تنفعه نفقته .

{ صفوان } حجر كبير .

{ وابل } مطر كثير .

{ صلدا } أملس .

{ لا يقدرون } أي : لا يقدرون على الانتفاع بثواب شيء من إنفاقهم وهو كسبهم .