تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (42)

يقول [ تعالى شأنه ]{[15984]} { وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ } يا محمد { غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } أي : لا تحسبه إذ{[15985]} أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم ، لا يعاقبهم على صنعهم{[15986]} بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا ، أي : { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ } أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .


[15984]:- زيادة من أ.
[15985]:- في ت : "إذا".
[15986]:- في ت ، أ : "صنيعهم".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (42)

{ ولا تحسبنّ الله غافلا عما يعمل الظالمون } خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمراد به تثبيته على ما هو عليه من أنه تعالى مطلع على أحوالهم وأفعالهم لا يخفى عليه خافية ، والوعيد بأنه معاقبهم على قليله وكثيره لا محالة ، أو لكل من توهم غفلته جهلا بصفاته واغتراراً بإمهاله . وقيل إنه تسلية للمظلوم وتهديد للظالم . { إنما يؤخّرهم } يؤخر عذابهم وعن أبي عمرو بالنون . { ليوم تشخص فيه الأبصار } أي تشخص فيه أبصارهم فلا تقر في أماكنها من هول ما ترى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (42)

هذه الآية بجملتها فيها وعيد للظالمين ، وتسلية للمظلومين ، والخطاب بقوله : { تحسبن } لمحمد عليه السلام ، والمراد بالنهي غيره ممن يليق به أن يحسب مثل هذا .

وقرأ طلحة بن مصرف «ولا تحسب الله غافلاً » بإسقاط النون ، وكذلك «ولا تحسب الله مخلف وعده » [ إبراهيم : 47 ] وقرأ أبو عبد الرحمن والحسن والأعرج : «نؤخرهم » بنون العظمة . وقرأ الجمهور : «يؤخرهم » بالياء ، أي الله تعالى .

و { تشخص } معناه : تحد النظر لفزع ولفرط ذلك بشخص المحتضر .