في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب  
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (42)

28

ثم يكمل السياق الشوط مع ( الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ) . . وهم ما يزالون بعد في ظلمهم لم يأخذهم العذاب . والذين أمر الرسول [ ص ] أن يقول لهم : ( تمتعوا فإن مصيركم إلى النار ) . . وأن ينصرف إلى عباد الله المؤمنين يأمرهم بالصلاة والإنفاق سرا وعلانية ( من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال ) . .

يكمل السياق الشوط ليكشف عما أعد للكافرين بنعمة الله ؛ ومتى يلقون مصيرهم المحتوم ؛ وذلك في مشاهد متعاقبة من مشاهد القيامة ، تزلزل الأقدام والقلوب :

( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم ، وأفئدتهم هواء ) . .

والرسول [ ص ] لا يحسب الله غافلا عما يعمل الظالمون . ولكن ظاهر الأمر يبدو هكذا لبعض من يرون الظالمين يتمتعون ، ويسمع بوعيد الله ، ثم لا يراه واقعا بهم في هذه الحياة الدنيا . فهذه الصيغة تكشف عن الأجل المضروب لأخذهم الأخذة الأخيرة ، التي لا إمهال بعدها . ولا فكاك منها .