مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (42)

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غافلا عَمَّا يَعْمَلُ الظالمون } تسلية للمظلوم وتهديد للظالم ، والخطاب لغير الرسول عليه السلام وإن كان للرسول فالمراد تثبيته عليه السلام على ما كان عليه من أنه لا يحسب الله غافلاً كقوله : { وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المشركين } [ الأنعام : 14 ] { وَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها آخَرَ } [ القصص : 88 ] وكما جاء في الأمر { يأَيُّهَا الذين ءَامَنُواْ آمِنُواْ بالله وَرَسُولِهِ } [ النساء : 136 ] وقيل : المراد به الإيذان بأنه عالم بما يفعل الظالمون لا يخفى عليه منه شيء ، وأنه معاقبهم على قليله وكثيره على سبيل الوعيد والتهديد كقوله : { والله بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [ البقرة : 283 ] { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ } أي عقوبتهم { لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبصار } أي أبصارهم لا تقر في أماكنها من هول ما ترى