الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (42)

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوئ الأخلاق ، عن ميمون بن مهران رضي الله عنه في قوله { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } قال : هي تعزية للمظلوم ووعيد للظالم .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : كان في بني إسرائيل رجل عقيم لا يولد له ولد ، فكان يخرج . . . فإذا رأى غلاماً من غلمان بني إسرائيل عليه حلى ، يخدعه حتى يدخله فيقتله ويلقيه في مطمورة له . فبينما هو كذلك ، إذ لقي غلامين أخوين عليهما حلى لهما فأدخلهما فقتلهما وطرحهما في مطمورة له ، وكانت له امرأة مسلمة تنهاه عن ذلك فتقول له : إني أحذرك النقمة من الله تعالى . وكان يقول : لو أن الله آخذني على شيء آخذني يوم فعلت كذا وكذا . فتقول إن صاعك لم يمتلئ بعد ، ولو قد امتلأ صاعك أُخِذْت . فلما قتل الغلامين الأخوين ، خرج أبوهما يطلبهما فلم يجد أحداً يخبره عنهما ، فأتى نبياً من أنبياء بني إسرائيل فذكر ذلك له ، فقال له النبي عليه السلام : هل كانت لهما لعبة يلعبان بها ؟ قال : نعم . . . كان لهما جرْوٌ ، فأتى بالجرو فوضع النبي عليه السلام خاتمه بين عينيه ، ثم خلى سبيله وقال له : أول دار يدخلها من بني إسرائيل فيها تبيان ، فأقبل الجرو يتخلل الدور به حتى دخل داراً ، فدخلوا خلفه فوجدوا الغلامين مقتولين مع غلام قد قتله وطرحهم في المطمورة ، فانطلقوا به إلى النبي عليه السلام فأمر به أن يصلب . فلما وضع على خشبته أتته امرأته فقالت : يا فلان ، قد كنت أحذرك هذا اليوم وأخبرك أن الله تعالى غير تاركك ، وأنت تقول : لو أن الله آخذني على شيء آخذني يوم فعلت كذا وكذا ، فأخبرتك أن صاعك بعد لم يمتلئ .

. . ألا وإن صاعك هذا . . . ألا وأن امتلأ .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار } قال : شخصت فيه والله أبصارهم ، فلا ترتد إليهم .