هذا بيان لإعجاز القرآن ، وأنه لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله ، ولا بعشر سور ، ولا بسورة من مثله ، لأنه بفصاحته وبلاغته ووَجازته وحَلاوته ، واشتماله على المعاني العزيزة{[14227]} [ للعزيرة ]{[14228]} النافعة في الدنيا والآخرة ، لا يكون إلا من عند الله الذي لا يشبهه شيء في ذاته ولا صفاته ، ولا في أفعاله وأقواله ، فكلامه لا يشبه كلام المخلوقين ؛ ولهذا قال تعالى : { وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ } {[14229]} أي : مثل هذا القرآن لا يكون إلا من عند الله ، ولا يشبه هذا كلام{[14230]} البشر ، { وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } أي : من الكتب المتقدمة ، ومهيمنا عليها ، ومبينا لما وقع فيها من التحريف والتأويل والتبديل .
وقوله : { وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } أي : وبيان الأحكام والحلال والحرام ، بيانًا شافيًا كافيًا حقًا لا مرية فيه من الله رب العالمين ، كما تقدم في حديث الحارث الأعور ، عن علي بن أبي طالب : " فيه خَبَرُ ما قبلكم ، ونبأ ما بعدكم ، وفصل ما بينكم " ، أي : خَبَر عما سلف وعما سيأتي ، وحكم فيما بين الناس بالشرع الذي يحبه الله ويرضاه .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: ما ينبغي لهذا القرآن "أن يفترى من دون الله"، يقول: ما ينبغي له أن يتخرَّصه أحد من عند غير الله...
وإنما هذا خبرٌ من الله جل ثناؤه أن، هذا القرآن من عنده، أنزله إلى محمد عبده، وتكذيبٌ منه للمشركين الذين قالوا: هو شعر وكهانة، والذين قالوا: إنما يتعلمه محمد من يحنّس الروميّ.
يقول لهم جل ثناؤه: ما كان هذا القرآن ليختلقه أحدٌ من عند غير الله، لأن ذلك لا يقدر عليه أحدٌ من الخلق.
"ولكن تصديق الذي بين يديه"، أي: يقول تعالى ذكره: ولكنه من عند الله أنزله مصدِّقًا لما بين يديه، أي لما قبله من الكتب التي أنزلت على أنبياء الله، كالتوراة والإنجيل وغيرهما من كتب الله التي أنزلها على أنبيائه.
"وتفصيل الكتاب"، يقول: وتبيان الكتاب الذي كتبه الله على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وفرائضه التي فرضها عليهم في السابق من علمه. يقول: "لا ريب فيه "لا شك فيه أنه تصديق الذي بين يديه من الكتاب وتفصيل الكتاب من عند رب العالمين، لا افتراءٌ من عند غيره ولا اختلاقٌ.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
(وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ) [يخرج على وجهين:
أحدهما: ما كان هذا القرآن بالذي يحتمل الافتراء من دون الله لخروجه عن طوق البشر ووسعهم؛ فذلك بالذي يحيل كونه مفترى بجوهره.
والثاني: لما أودع فيه الحكمة والصدق يدل على كونه من عند الله؛ إذ كلام غيره يحتمل السفه والكذب، ويحتمل الاختلاف.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
انسدَّتْ بصائرهم فلا يزدادون بكثرة سماع القرآن إلا عمى على عمى، كما أن أهل الحقيقة ما ازدادوا إلا هُدىً على هدى، فسبحان مَنْ جعل سماعَ خطابه لقومٍ سببَ تحَيُّرهم، ولآخرين موجِبَ تَبصُّرِهم...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
... ومعنى وَمَا كَانَ أن يَفْتَرِى: وما صحّ وما استقام، وكان محالاً أن يكون مثله في علو أمره وإعجازه مفتري.
{وَتَفْصِيلَ الكتاب} وتبيين ما كتب وفرض من الأحكام والشرائع، من قوله: {كتاب الله عَلَيْكُمْ} [النساء: 24].
فإن قلت: بم اتصل قوله: {لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبّ العالمين} قلت: هو داخل في حيز الاستدراك. كأنه قال: ولكن كان تصديقاً وتفصيلاً منتفياً عنه الريب كائناً من رب العالمين. ويجوز أن يراد: ولكن كان تصديقاً من رب العالمين وتفصيلاً منه لا ريب في ذلك، فيكون {مِن رَّبِّ العالمين} متعلقاً بتصديق وتفصيل، أو يكون {لاَ رَيْبَ فِيهِ} اعتراضاً، كما تقول: زيد لا شكّ فيه كريم.
المسألة الأولى: اعلم أنا حين شرعنا في تفسير قوله تعالى: {ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه} ذكرنا أن القوم إنما ذكروا ذلك لاعتقادهم أن القرآن ليس بمعجز، وأن محمدا إنما يأتي به من عند نفسه على سبيل الافتعال والاختلاق، ثم إنه تعالى ذكر الجوابات الكثيرة عن هذا الكلام، وامتدت تلك البيانات على الترتيب الذي شرحناه وفصلناه إلى هذا الموضع، ثم إنه تعالى بين في هذا المقام أن إتيان محمد عليه السلام بهذا القرآن ليس على سبيل الافتراء على الله تعالى، ولكنه وحي نازل عليه من عند الله، ثم إنه تعالى احتج على صحة هذا الكلام بقوله: {أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله} وذلك يدل على أنه معجز نازل عليه من عند الله تعالى، وأنه مبرأ عن الافتراء والافتعال فهذا هو الترتيب الصحيح في نظم هذه الآيات.
المسألة الثانية: قوله تعالى: {وما كان هذا القرءان أن يفترى} فيه وجهان: الأول: أن قوله: {أن يفترى} في تقدير المصدر، والمعنى: وما كان هذا القرآن افتراء من دون الله، كما تقول: ما كان هذا الكلام إلا كذبا. والثاني: أن يقال إن كلمة {أن} جاءت ههنا بمعنى اللام، والتقدير: ما كان هذا القرآن ليفترى من دون الله، كقوله: {وما كان المؤمنون لينفروا كافة}. {ما كان الله ليذر المؤمنين}. {وما كان الله ليطلعكم على الغيب} أي لم يكن ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك، فكذلك ما ينبغي لهذا القرآن أن يفترى، أي ليس وصفه وصف شيء يمكن أن يفترى به على الله، لأن المفترى هو الذي يأتي به البشر، والقرآن معجز لا يقدر عليه البشر، والافتراء افتعال من فريت الأديم إذا قدرته للقطع، ثم استعمل في الكذب كما استعمل قولهم: اختلق فلان هذا الحديث في الكذب، فصار حاصل هذا الكلام أن هذا القرآن لا يقدر عليه أحد إلا الله عز وجل، ثم إنه تعالى احتج على هذه الدعوى بأمور:
الحجة الأولى: قوله: {ولكن تصديق الذي بين يديه} وتقرير هذه الحجة من وجوه: أحدها: أن محمدا عليه السلام كان رجلا أميا ما سافر إلى بلدة لأجل التعلم، وما كانت مكة بلدة العلماء، وما كان فيها شيء من كتب العلم، ثم إنه عليه السلام أتى بهذا القرآن، فكان هذا القرآن مشتملا على أقاصيص الأولين، والقوم كانوا في غاية العداوة له، فلو لم تكن هذه الأقاصيص موافقة لما في التوراة والإنجيل لقدحوا فيه ولبالغوا في الطعن فيه، ولقالوا له إنك جئت بهذه الأقاصيص لا كما ينبغي، فلما لم يقل أحد ذلك مع شدة حرصهم على الطعن فيه، وعلى تقبيح صورته، علمنا أنه أتى بتلك الأقاصيص مطابقة لما في التوراة والإنجيل، مع أنه ما طالعهما ولا تلمذ لأحد فيهما، وذلك يدل على أنه عليه السلام إنما أخبر عن هذه الأشياء بوحي من قبل الله تعالى.
الحجة الثانية: أن كتب الله المنزلة دلت على مقدم محمد عليه السلام، على ما استقصينا في تقريره في سورة البقرة في تفسير قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} وإذا كان الأمر كذلك كان مجيء محمد عليه السلام تصديقا لما في تلك الكتب، من البشارة بمجيئه صلى الله عليه وسلم، فكان هذا عبارة عن تصديق الذي بين يديه.
الحجة الثالثة: أنه عليه السلام أخبر في القرآن عن الغيوب الكثيرة في المستقبل، ووقعت مطابقة لذلك الخبر، كقوله تعالى: {الم غلبت الروم} الآية، وكقوله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} وكقوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} وذلك يدل على أن الإخبار عن هذه الغيوب المستقبلة، إنما حصل بالوحي من الله تعالى، فكان ذلك عبارة عن تصديق الذي بين يديه، فالوجهان الأولان: إخبار عن الغيوب الماضية. والوجه الثالث: إخبار عن الغيوب المستقبلة، ومجموعها عبارة عن تصديق الذي بين يديه.
النوع الثاني: من الدلائل المذكورة في هذه الآية قوله تعالى: {وتفصيل كل شيء}.
واعلم أن الناس اختلفوا في أن القرآن معجز من أي الوجوه؟ فقال بعضهم: إنه معجز لاشتماله على الإخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة، وهذا هو المراد من قوله: {تصديق الذي بين يديه} ومنهم من قال: إنه معجز لاشتماله على العلوم الكثيرة، وإليه الإشارة بقوله: {وتفصيل كل شيء} وتحقيق الكلام في هذا الباب أن العلوم إما أن تكون دينية أو ليست دينية، ولا شك أن القسم الأول أرفع حالا وأعظم شأنا وأكمل درجة من القسم الثاني. وأما العلوم الدينية، فإما أن تكون علم العقائد والأديان، وإما أن تكون علم الأعمال. أما علم العقائد والأديان فهو عبارة عن معرفة الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. أما معرفة الله تعالى، فهي عبارة عن معرفة ذاته ومعرفة صفات جلاله، ومعرفة صفات إكرامه، ومعرفة أفعاله، ومعرفة أحكامه، ومعرفة أسمائه والقرآن مشتمل على دلائل هذه المسائل وتفاريعها وتفاصيلها على وجه لا يساويه شيء من الكتب، بل لا يقرب منه شيء من المصنفات. وأما علم الأعمال فهو إما أن يكون عبارة عن علم التكاليف المتعلقة بالظواهر وهو علم الفقه. ومعلوم أن جميع الفقهاء إنما استنبطوا مباحثهم من القرآن، وإما أن يكون علما بتصفية الباطن أو رياضة القلوب. وقد حصل في القرآن من مباحث هذا العلم ما لا يكاد يوجد في غيره، كقوله:
{خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وقوله: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتآء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} فثبت أن القرآن مشتمل على تفاصيل جميع العلوم الشريفة، عقليها ونقليها، اشتمالا يمتنع حصوله في سائر الكتب فكان ذلك معجزا، وإليه الإشارة بقوله {وتفصيل الكتاب}.
أما قوله: {لا ريب فيه من رب العالمين} فتقريره: أن الكتاب الطويل المشتمل على هذه العلوم الكثيرة لا بد وأن يشتمل على نوع من أنواع التناقض، وحيث خلى هذا الكتاب عنه، علمنا أنه من عند الله وبوحيه وتنزيله، ونظيره قوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}.
تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :
بعد ما تقدم من إقامة البرهان على أن القرآن من عند الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم كان عاجزا كغيره عن الإتيان بمثله في هدايته، وفي علمه ولغته، وما تلاه من إقامة الحجج على بطلان شركهم، وما بعده من بيان حالهم في اتباع أكثرهم لأدنى الظن وأضعفه في عقائدهم وتكذيبهم، عاد إلى تفنيد رأيهم الأفين في الطعن على القرآن بمقتضى الظن الضعيف من الأكثرين، والجحود المنادي من الأقلين، كالزعماء المستكبرين، فقال:
{ومَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ} النفي هنا للشأن الذي هو أبلغ وأكد من نفي الشيء مباشرة كما تقدم مرارا، وإن غفل عن ذلك من أعربه إعرابا آخر لقصر نظره على ظاهر اللفظ، دون ما يقتضيه المقام من المبالغة في الرد، أي وما كان هذا القرآن في علو شأنه، المجلي له في أسلوبه ونظمه، وعلومه العالية، وحكمته السامية، وتشريعه العادل، وآدابه المثلى، وتمحيصه للحقائق الإلهية والاجتماعية، وإنبائه بالغيوب الماضية والآتية، وجعل المقصد من إصلاحه ما بينه آنفا من اتباع الحق والهدى، واجتناب الضلال باتباع الهوى، والاعتماد فيهما على العلم الصحيح، ما كان وما صح ولا يعقل أن يفتريه أحد على الله من دونه ويسنده إليه، إذ لا يقدر غيره عز وجل عليه، فإن فرض أن بشرا يستطيع الإتيان بمثله فلن يكون إلا بشرا أرقى وأكمل من جميع الحكماء والأنبياء وكذا الملائكة ومثله لن يفتري على الله، بل قال أشد الكفار عنادا وعداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو أبو جهل لعنه الله: إن محمدا لم يكذب على بشر قط أفيكذب على الله؟
{وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي ولكن كان تصديق الذي سبقه من الوحي لرسل الله تعالى بالإجمال كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم بدعوته إلى أصول دين الله الإسلام التي دعوا إليها من الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، بعد أن نسي بعض ذلك بقايا أتباعهم وضلوا عن بعض، وشوهوه بالتقاليد المبتدعة مما لم يكن يعلمه محمد الأمي صلى الله عليه وسلم، أو تصديق ذلك بكونه جاء وفاقا لما دعا به إبراهيم لأهل حرم الله، ولما بشر به موسى وعيسى والنبيون كما بيناه بالتفصيل في تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ والإِنْجِيلِ} [الأعراف: 157] من جزء التفسير التاسع، ويجوز الجمع بين المعنيين.
{وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ} الإلهي أي جنسه، وهو ما شرعه الله تعالى ليكتب ويهتدي به جميع البشر من العقائد والشرائع والعبر والمواعظ وشؤون الاجتماع وسنن الله في خلقه.
{لاَ رَيْبَ فِيهِ} هو لا ريب فيه، أو حال كونه لا ريب فيه، أي ليس فيه مثار للشك ولا موضع للريب، لأنه الحق والهدى.
{مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ} من وحيه لا يقدر عليه غيره {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء: 82].
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
وقد ذكر سبحانه دلائل صدقه من أمور أربعة:
الأمر الأول- أنه تصديق الذي بين يديه في الكتب السابقة الصادقة، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ أو يكتب ونشأ في قوم أميين لا يعرفون علم الكتابة ولم يختلط صلى الله عليه وسلم بأحد من أهل الكتاب، أو يلتق بأحد من الأحبار والرهبان إلا مرتين، واحدة وهو غلام في الثانية عشر، والأخرى وهو في الخامسة والعشرين وكلتاهما كان فيهما عابر سبيل، وأن التوافق بين ما جاء بالقرآن وما جاء بالكتب السابقة دليل على أنه ليس افتراء بل هو من عند الله سبحانه وتعالى، والاستدراك معناه الانتقال من نفي الافتراء إلى الإيجاب بذكر الدليل الخارجي من نفس ما سبقه من كتب، وفي التعبير بكلمات: {تصديق الذي بين يديه} إشارة إلى أنه شاهد لها بالصدق، وإن كان التوافق دليل على أنه ليس به افتراء وهو مشتمل مع ذلك في ذاته على الإعجاز، فالكتب ليست معجزة بذاتها، ولكن اقترن بها ما يدل على صدق الرسل من بينات شاهدة: كعصا موسى وغيرها، وكإبراء الأكمة والأبرص، وإحياء الموتى بإذن الله ونزول المائدة بأمر الله تعالى.
الأمر الثاني – مما اشتمل عليه القرآن الكريم أنه "تفصيل الكتاب "أي بيان ما كتبه الله تعالى على خلقه من فرائض ونظم وأحكام فيها صلاح العباد في الدنيا والآخرة من صلاح معاشهم وتنظيم حياتهم وتكوين مجتمع فاضل يكون الخير فيه شائعا ظاهرا، وتكون الرذيلة مختفية مغمورة.
الأمر الثالث – من دلائل صدقه- انه لا ريب فيه لمن تدبر وتأمل، فهو ثابت بذاته وبما اشتمل عليه من تصديق ما بين يديه في الكتب وتفصيل الأحكام والشرائع فلا مجال للريب، كقوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2} (البقرة).
الأمر الرابع- انه من رب العالمين الذي كون العالمين ورباهم ودبر أمورهم وأقام الحق والعدل فيهم، وذلك كله في القرآن الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.