تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا} (10)

وقوله : { إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا } يخبر تعالى عن أولئك الفتية ، الذين فروا بدينهم من قومهم لئلا يفتنوهم عنه ، فَهَرَبوا منه فَلَجَؤُوا إلى غار في جبل ليختفوا عن قومهم ، فقالوا حين دخلوا سائلين من الله تعالى رحمته ولطفه بهم : { رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً } أي : هب لنا من عندك رحمة ترحمنا بها وتسترنا عن قومنا { وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا } أي : وقدر لنا من أمرنا هذا رشدا ، أي : اجعل عاقبتنا رشدًا{[17996]} كما جاء في الحديث : " وما قضيت لنا من قضاء ، فاجعل عاقبته رشدًا " ، وفي المسند من حديث بُسْر بن أبي أرطاة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو : " اللهم ، أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " .


[17996]:في ت: "عاقبته رشد"، وفي ف، أ: "عاقبته رشدا".